من أهم أسباب الرعب هو القرب من الموت .. الموت لحظة ليها رهبتها على اي شخص أياً كان .. بس مش لازم تبقى في المقابر أو المشرحة .. إزاي؟ هنعرف دلوقتي.
انا اسمي حامد عبد ربه.. سني 38 سنة .. من قرية قريبة من القاهرة على حدود الجيزة .. بشتغل مساعد في وزارة الداخلية .. او صول يعني زي ما الناس متعودة تقول في مصر ... شغلتي مشهورة باسم شخص ... انا بشتغل عشماوي .. و ده اسم اول مصري يشتغل الوظيفة دي .. و من ساعتها و ده بقى الاسم الرسمي للي بيشتغل جلاد
تخيل معايا اما تكون مسؤل ن انهاء حياة بني ادم! و تخيل كمان اما تكون دي شغلتك اللي بتعملها تقريبا كل يوم!
قصتي بدأت من حوالي 6 شهور.. اول اما اتعينت و اترقيت في الوظيفة دي لان الاختيار فيها من صف الضباط اللي فعلا في الخدمة .. اتقدمت لها بعد ما انطبقت عليا الشروط و نجحت ... و رحت استلم الشغل اول يوم في سجن طره .. ده المركز الرئيسي للي بينفذوا حكم الاعدام... او فرقة الاعدام زي ما بيسموها ... و المفروض ان اما يجي ميعاد تنفيذ الحكم بنروح السجن اللي فيه السجين او السجناء اللي عليهم الحكم في اي سجن من سجون مصر كله .. من اسكندرية لاسوان.
اول يوم رحت فيه استلم شغلي قابلت رئيس فرقة الاعدام .. عم صابر .. او الصول صابر.. كان راجل طيب و فكرني بوالدي الله يرحمه .. كان ساعتها في اواخر الاربعينات جسمه قوي و طويل القامة و له شنب مميز قوي زي ما بيقولوا كده يقف عليه الصقر.. اول ما عرفته بنفسي و اني جاي استلم الشغل معاهم رحب بيا و بدا يعرفني متطلبات الشغل و اول حاجة قالهالي ... بص يا ابني .. احنا مش بنقتل حد لا سمح الله .. احنا مجرد بننفذ حكم .. و مش مسؤلين عن الحكم .. مسؤلين بس عن التنفيذ .. في الاول الموضوع هايكون صعب عليك لكن بعد كده ها تتعود .. صدقني يا ابني الشغلانة دي هاتفيدك اكتر ما هاتضرك .. هاتعلمك تتعظ من اللي هاتشوفه مع كل واحد او واحدة بيتنفذ فيهم الحكم انه فيه حاجة اسمها العدالة و ان لكل ظالم نهاية.
ابتديت اول يوم بتدريب رحنا غرفة الاعدام اللي بيبقى في زيها في كل سجن .. فيها حامل المشنقة و الطبلية ... اللي بيقف عليها المحكوم عليه بالاعدام و الدراع اللي بيتشد عشان يفتح الطبلية و يسقط الجسمان فيها.. خلصت التدريب في كام يوم و عم صابر قال لي انت كدة تمام يا بطل .. فاضل بقى العملي و ربنا يساعدك بقى عشان لو ماقدرتش يبقى مش هاتنفع في الشغلانة دي.
و بعد اسبوعين تقريبا عم صابر قاللي جهز حالك يا عم حامد عشان مسافرين اسكندرية السبت الصبح بدري .. احنا مش رايحيين نتفسح .. لا .. عندنا شغل .. فاهم يعني ايه شغل؟ بلّمت كده و قلت اه ... عارف طبعا ... ما تقلقش يا عم صابر.
و فعلا طلعت السبت الصبح بدري و رحت ركبت اتوبيس اسكندرية و اول ما وصلت سالت على سجن الحضرة و وصلت و لقيت الصول صابر مستنيني على باب السجن و كان معاه اتنين من زمايلي القدام في الشغل و عم صابر قاللي ياللا بسرعة احنا متاخرين و عندنا تلاتة النهاردة ... طلعنا فوق في اخر دور في السجن عشان نروح غرفة الاعدام زي كل السجون .. و استنيت في الاوضة مع عم صابر لحد ما المحكوم عليه يوصل .. و فعلا جه زمايلي الاتنين مجرجرين المحكوم عليه لانه ماكانش قادر يمشي .. طبعا .. رايح لقضاه يا ولداه .. بغض النظر عن انه يستاهل و الا لأ هي لحظة رهيبة مافيش كلام .
جه مأمور السجن و كام ظابط و كالعادة شيخ لو كان المتهم مسلم و قسيس لو كان مسيحي .. و بدا مأمور السجن يقول لواحد من الظباط اقرا الحكم .. و ابتدا الظابط يقول الحكم انه في تاريخ 5/1/2004 قررت محكمة جنايات شرق الاسكندرية باعدام عادل السيد حسنين حيث انه قتل مع سبق الاصرار و الترصد سيد علي عبد السلام بطعنه بسكين حتى الموت و قد تم قبول الطعن في الشكل و رفضه في المضمون و قد تصدق بتنفيذ الحكم في يوم 13/6/2004 في الساعة العاشرة صباحا ... نفذ الحكم! ... و ابتدا عادل جسمه كله يترعش .. و ابتدا الشيخ يقول له اتشاهد يا عادل .. اتشاهد يا عادل . .. و عادل عمال يردد الشهادة وراه.
لما سمعت الحكم من الظابط ابتديت اهدا شوية و احس زي ما عم صابر قاللي ان احنا بننفذ العدالة .. و جت اللحظة .. و عم صابر عينه عليا و انا ماسك الدراع اللي بيفتح الطبلية و حاسس ان انا اللي هاتشنق .. لكني شديت الدراع .. و سقط جسم عادل كان صوت كسر رقبته و شهقة الموت اللي طلعت منه ما تتنسيش و حسيت بصمت رهيب بعدها كانني فقدت السمع .. و جه الدكتور و اتاكد انه مات و بعدها رفعت الجثمان انا و عم صابر و فكيناه من المشنقة و سلمناه لتربي السجن ... و اتكرر الموقف مع الاتنين التانيين.
بعد ما خلصنا جالي عم صابر و قاللي براوه عليك يا حامد ... انا كنت بصراحة قلقان عليك و زمايلك كانو متراهنين ان انت مش هاتقدر عالشغلانة دي بس انت طلعت مية مية .. انا كنت سرحان في عالم تاني .. و صوت الطبلية و هي بتتفتح و الجسد بيسقط و الرقبة بتنكسر .. و الاكتر صوت الشهقة اللي عامل زي ما يكون صوت الروح و هي بتفارق الجسم مش قادر يفارق ذهني ابدا .. حتى بعد ما روحت و انا قاعد باكل او بشرب او بتفرج عالتليفيزيون .
لكن عم صابر كان عنده حق .. بعد اسبوعين كنت اتعودت و بقت حاجة عادية جدا بالنسبة لي . كعادة اللي بيشتغل عشماوي دايما يجيب الجورنال و يقرا في صفحة الحوادث .. عشان غالبا اخرتها بتتكتب عندنا .. عالطبلية يعني .
بعد حوالي ست اشهر من بداية الشغل و بعد ما اتودكت في الشغل كان في قضية في الجرايد شاغلة البلد كلها .. الراجل اللي قتل مراته و ولاده الاتنين ... كانت قصة بشعة .. و كنا متاكدين ان الراجل ده هايشرف عندنا ... الراجل ده كان اسمه عوني .. و كان بيشتغل في السحر و الدجل .. و تفاصيل القضية بتقول انه دبحهم عشان يقدمهم اضحية للجن .
بعد اسبوعين صدر عليه الحكم بالاعدام ... كان غير العادة في الجنايات اللي في العادة بتاخد سنه على الاقل .. لكن ده مش ممكن يحصل الا في حالة واحدة بس .. ان المتهم يعترف بانه قام بالجريمة .. اه .. عوني اعترف انه قدم مراته و عياله الاتنين اضحية للجن عشان يكون انسان خارق و خالد.
احنا دايما بنروح السجن اللي فيه الاعدام يوميها الصبح ... و رغم انني روحت السجن ده اكتر من مرة قبل كده الا ان المرة دي كان السجن مختلف تماما ... من اول ما دخلنا و المكان مش طبيعي ... رغم انه سجن و المفروض المبنى متقفل كويس الا ان زي ما يكون فيه ريح شديدة من كل اتجاه مش من مكان معين .. و ريحة غريبة كأن فيه تراب او غبار .. كأنك مش قادر تاخد نفسك. المهم ... جت اللحظة الحاسمة و جه عوني ... عاوز اقولوكوا ان و هو جاي في السكة ابتدا الهوا يزيد و يبقى هوا سخن مع اننا كنا في شهر فبراير .
الغريبة ان زمايلي سالم و حسني اللي كانوا جايبين عوني معاهم ماكانوش شايلينه لانه مش قادر يمشي كالعادة ... لا .. ده كان ماشي طبيعي جدا معاهم .. كانهم واخدينه يفسحوه مش يشنقوه و اتدا عوني قرب .. و وشه يبان شوية بشوية .. كان جسمة عادي .. لا طويل و لا قصير و لا تخين و لا رفيع .. بس اهم حاجة لفتت نظري هي عينيه .. كانت بارزة من وشه بطريقة مش طبيعية لدرجة ان اول حاجة شفتها من وشه كانت عينيه... و كان على وشه ابتسامة اقل حاجة يتقال عليها انها مرعبة .
الغريبة ان اول ما عوني دخل اوضة الاعدام و عينه راحت على حبل المشنقة .. و كأنه كان مستني يشوفه من زمان .. او تقدروا تقولوا كده كان واحشو قوي و اخد نفس طويل كأنه اخيرا لقى حاجة كان بيدور عليها من زمان.
المهم ... بدات المراسم .. و بدا المامور يقول للظابط يقرا الحكم و بدا الظابط يقرا الحكم و عوني في دنيا تانية خالص ... كانت عينيه متعلقه على الحبل .. حبل المشنقة .. و كأنه بيبص على حبيبته اللي وحشاه من سنين .
و جه الشيخ اللي بيلقن المحكوم عليه الشهادة .. كان اسمه الشيخ عابد .. و ابتدا يقول كالعادة . "اتشهد يا عوني اتشاهد يا عوني" .. و كانت المفاجأة ان الابتسامة اللي كانت على وش عوني اتبدلت في ثانية لنظرة تحدي و رعب و غضب ماشوفتوش قبل كده و صرخ في وش الشيخ عابد و قال "لأ .. لأ .. ابعد عني .. غور من وشي" ... كلنا في اوضة الاعدام بلا استثناء اتفاجئنا .. و الشيخ عابد و الصول صابر و انا استغفرنا ربنا ... و ساعتها بص لنا عوني بابتسامته الممزوجة بالرعب و الشماتة في نفس الوقت. و ابتدا عوني يقول "تلاتة فاتو و تلاتة جايين .. تلاتة فاتو و تلاتة جايين.. استنوني .. استنوني هانكمل الطريق اللي بدأناه .. هنكمل الطريق اللي بدأناه .. هههههههههههههه" .. و كانت الضحكة بتاعته مجلجلة .. و زي ما يكون في حد تاني بيضحك معاه .. اه ... كانهم اتنين بيضحكوا مع بعض.
في عادة عندنا بنعملها قبل تنفيذ الحكم .. بنسال المحكوم عليه " نفسك في ايه قبل ما تموت؟" .. و كان رد عوني في منتهى الغرابة ... "عاوزكم تسيبوني متعلق على الحبل لمدة نص ساعة و تسيبوني لوحدي .. محدش يفضل معايا طول النص ساعة" ... بصيت لحضرة الظابط و عم صابر و مش عارفين نعمل ايه .. رغبة المحكوم عليه لازم تتنفذ طالما ما بتأثرش على تنفيذ الحكم.. و الظابط قاله " حاضر يا عوني .. جاهز دلوقت" ابتسم عوني ابتسامة عريضة و قاله "ايوه .. جاهز" و قال الظابط بصوت عالي " نفذ الحكم".
ساعتها ابتدا الريح اللي كان موجود طول الوقت يزيد .. و حسيت ساعتها ان حيطان الاوضة زي ما تكون بتنبض ... بتتحرك كأن واحد قلبه بينبض بقوة .. في الاول افتكرت ان دي خيالات .. لكن لما شفت اليافطة اللي عالحيطة اللي مكتوب عليها " لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب" و هي تتهز مع النبضات اللي طالعة من الحيطة عرفت ان مش بيتهيألي .. بس كان كل الناس اللي في الاوضة ضهرهم للحيطة اللي عليها اليافطة و محدش شافها غيري و عرفت اني لو حكيت لحد محدش هايصدقني و يمكن يمسكوني تريقة .. فسكت.
و روحت ناحية دراع الطبلية عشان اشده ... و بدأ عوني يضحك .. و يضحك .. و يضحك ... و بعدها فقت لنفسي و شديت الدراع. و سقط جسم عوني متعلق في الحبل .. اتكسرت رقبته لكن صوت الشهقة كان طويل ... اطول بكتير من صوت واحد اتشنق لثواني طويلة كده غير العادة .. بصيت ساعتها للدكتور اللي جري بسرعة لحسن يكون لسة صاحي ... ماكنش الدكتور مستنيني .. جري بسرعة ناحية عوني و كشف عليه .. كان واضح انه خد باله زيي .. و التفت ناحيتنا و هو بيتنهد كانه بياخد نفسه من الخضة و قال "البقاء لله". و فعلا .. خرجنا كلنا بره و سيبنا عوني متعلق في حبل المشنقة .. و استنينا لحد ما عدت النص ساعة ... ما سمعناش اصوات و لا صرخات و لا اي حاجة ... و ماحدش فينا جرؤ انه يبص من شباك غرفة الاعدام .
و دخلنا الاوضة .. كنا نسينا من اللي حصل ان احنا نسبل عينيه .. و كنت اول واحد دخل ... لقيت عينيه مفتوحة و كانت بتبص لي ... جسمي اتلبش و حسيت ان قلبي وقف و ابتديت الف حوالين الجثمان عشان اشوف عينه هاتلف معايا و الا لأ .. لكن عينيه ما اتحركتش ... بدأت اخد نفسي و استريح شوية ... لكن مش لوقت طويل ... اما نزلت الاوضه التحتانية اللي بيسقط فيها الجسم .. هي مش اوضة اوضة .. هي فتحة متر و نص في متر و نص بعمق مترين .. اما نزلت كانت الاوضة ضلمة و ارضيتها سودا .. و رغم كده شفت حاجة او رموز مكتوبة على الارض ... كانت مكتوبة بالاسود و رغم كدة كانت واضحة جدا ... كانت دايرة جواها نجمة خماسية مقلوبة .. و شوية رموز مش عارف معناها ... و تلات اسمي .... عابد .. صابر .. و حامد ..و انا ببص على الاسامي دي لقيتها بتتبخر و بتختفي و معاها صوت ضعيف .. صوت ضحك .. ضحك مرعب .
مكنتش عارف اعمل ايه؟ .. اقول و الا ماقولش؟ مكنتش عارف هايصدقوني و الا لأ؟ قررت اني ماقولش حاجة .. لأن انتظار اللي هايحصل لو حصل كفاية انه يموت واحد من الرعب ... بس كنت عارف حاجة واحدة بس ان دي مش النهاية .. دي مجردالبداية .. بداية لمجهول ربنا وحده اللي يعلم هايحصل فيه ايه و هايوصل لحد فين.
بعد ما اعدام عوني خلص خرجنا و روحنا لأن ماكانش فيه غيره اليوم ده .. و كان عندنا اجازة .. اجازة سنوية كدة بناخدها لأن ما بيبقاش فيه احكام للتنفيذ ... بتبقى حوالي شهرين .. كنت قاعد في البيت و زي ما تعودت من ساعة ما ابتديت في شغلانة الاعدام بقراية صفحة الحوادث .... و لقيت الخبر ده .... مقتل رجل دين في ظروف غامضة .. ابتديت اقرا تفاصيل الخبر .. "عثر على جثة الشيخ عابد عبد الرحمن 47 سنة في حالة مزرية حيث انه كان مذبوحاً و مقطع الاطراف في مسكنه بعد عدة ايام من الوفاه عندما اشتم جيرانه رائحة كريهة مما اثار شكوكهم و دفعهم لاقتحام مسكنه ليجدوه مقطع الاوصال مذبوحاً .. و لكن الغريب في الامر عدم وجود اي اثار دماء للضحية على الرغم من كل الاصابات الموجودة بالجثة ... الجدير بالذكر ان الفقيد شارك في اجراءات اعدام عوني الدجال و اللذي كان يدعي عودته للحياه بعد الموت عن طريق اضاحي يقدمها للجن "..
الجورنال و قع من ايدي و ابتديت افتكر كل حاجة حصلت اليوم ده .. و اول حاجة عملتها اتصلت بعم صابر .. و رد عليا " الو .. ازيك يا حامد عامل ايه في الاجازة يا سيدي؟" .. قولت له بسرعة " انت كويس يا عم صابر ؟ كله تمام يعني ؟ مافيش حاجة غريبة حصلتلك ؟" الراجل انفجر من الضحك .. ايه يا حامد اللي بتقوله ده؟ هو انا كنت عالجبهة و الا ايه؟ لا يا سيدي كله تمام الحمد لله .. انت عامل ايه؟ قاطعته على طول و قولت له احنا لازم نتقابل .. ابتدا يحس بقلق من صوتي و قالي خير يا حامد؟ قلت لازم نتقابل .
اتقابلنا يوميها على قهوة قريبة من بيت الصول صابر و حكيت له على اللي شوفته يوم الاعدام ... و كان وسط ما بحكي و عم صابر بيبتسم استعداداً للتريقة على كلامي بعد ما خلص .. و فعلا قعد عم صابر يضحك و قالي " ايه ده يا عم حامد .. و انا اللي فاكرك سبع الرجال ؟؟ يا ابني احنا ياما شفنا في الشغلانة دي " .. قلت له يعني انت ما شفتش حاجة غريبة حصلت معاك خالص؟ قال لا طبعاً .. حاجة زي ايه يعني؟ .. و بعدين مرة واحدة وشه اتغير كأنه افتكر حاجة .. بس في لحظة نفض راسه كأنه بيطرد فكرة من دماغه .. لاحظت ده و سالته على طول " ايه اللي حصل يا عم صابر ؟" ابتدا الخوف يبان في صوته و هو بيقول " من يومين ابتدا يبان عندي نشع في الحمام .. زي اي حمام يعني بس كان شكله غريب شوية .. لونه اقرب للدم اللي نتجلط .. و الغريبة ان كل ما كنت اجي ادخل الحمام كان شكله زي ما يكون في مكان تاني كأنه اتحرك و المكان اللي كان فيه كأن ماكنش فيه نشع .. بس قلت اكيد بيتهيألي يعني .. انا مش هاحفظ مكان النشع ده في الحيطة.
قلت له قوم بينا نروح عندك انا عاوز اشوف اللي انت بتقول عليه ده دلوقتي .. قام معايا فعلا و اخدت بالي من حاجة مش عارف ازاي ماخدتش بالي من بدري .. طول ما كنا قاعدين كان عم صابر بيهرش في دراعه الشمال .. في نفس المكان عند الكوع كده .. ما اخدتش في بالي و رحت معاه .. و اول ما دخلت عنده البيت حسيت بتبار هوا غريب شوية .. افتكرت التيار اللي كان موجود في السجن يوم اعدام عوني ... استجمعت شجاعتي و دخلت الحمام .. و لقيت النشع الل على الحيطة فعلا .. بس اما بصيت عليه لقيته بيتحرك .. بيتحرك ببطء جدا .. و اما اقول بيتحرك مش معناها انه بيزيد او بينزل مع الجاذبية يعني ... لأ ... ده كان بيتحرك يمين و شمال و فوق و تحت .. كأنه تعبان بيمشي عالحيطة .. واضح ان عم صابر هو كمان لاحظ اللي انا شفته .. و ابتدا يقول " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... ايه ده؟ يالا بينا .. يالا بينا من هنا بسرعه .. هانروح لشيخ دلوقتي حالا " و خرّج المبايل بتاعه و اتصل برقم و اول ما رد عليه ... " الو .. ايوه يا شيخ عبود انا صابر .. ايوة الصول صابر .. انا لازم اقابلك حالاً" و قبل ما يكمل كلامه خرج النشع من الحيطة في شكل كائن هلامي مالوش ملامح له دراعات كتير مسك صابر من كل حته في وقت واحد .. دراعاته و رجليه و راسه .. و دراعين حاوطو جزعه و ابتدوا يشدوا جسمه من كل اتجاه و هو بيصرخ ... و فجأه .. انفصلت دراعات و رجلين و راس عم صابر عن جسمه .. و الدم اللي كان مفروض ينتشر في كل مكان زي ما يكون وقف في الهوا .. و بعد الكائن ده ما ساب اطراف المسكين صابر .. بدأ يشفط الدم اللي طلع من جسمه ... شفطه كله لدرجة ان ما اتبقاش نقطة واحدة في الارض .. و ابتدا الكائن يرجع للحيط تاني بس المرة دي اختفى تماما ... كأن الحيطة ماكانش فيها اي حاجة .. فقت لنفسي و طلعت عشان اجري .. بس افتكرت المكالمة اللي كان بيعملها صابر فاخدت الموبايل بتاعه و طلعت اجري .
لما وصلت للشارع و شفت الزحمة ابتديت احس بالامان شوية فتحت الموبايل بتاع عم صابر و اتصلت باخر رقم اتصل بيه .. كان بأسم الشيخ عبود .. رد عليا و قالي " ايوه يا صابر في ايه بيحصل؟" قولت له حضرتك ان مش صابر .. انا حامد .. زميل عم صابر في الشغل .. ممكن نتقابل لو سمحت .. ارجوك " .. وافق الشيخ عبود و اتفقنا نتقابل .. و فعلا اداني العنوان و رحت له البيت .. و اول ما الباب اتفتح لقيت الشيخ عابد قدامي ... صرخت بعلو صوتي و وقعت عالارض .. ابتسم الشيخ بهدوء و جه ناحيتي بالراحة و قال لي " اطمن .. انا اسمي عبود ... اخو الشيخ عابد الله يرحمه .. اخوه التوأم" ابتديت اخد نفسي و دخلت عند الشيخ عبود و حكيت له كل اللي حصل من يوم اعدام عوني لحد ما وصلت له ..اتنهد الشيخ و قال " اعوذ بالله من الخبث و الخبائث .. ده يا ابني من انواع السحر الاسود .. المفروض ان اللي بيقوم بالسحر ده بيعمله على جسمه و يكمل الاضاحي الستة المطلوبه عشان يتحول لشبه شيطان و انه يبقى صاحب قوة خارقة و مايأثرش فيه الموت ... لأنه هو بيبقى ميت بجسمه .. و روحه هي اللي بتاخد القوة دي ... و لو مات قبل ما يكمل .. الطلاسم اللي على جسمه بتكمل اللي ابتداه .. و اللي انت بتقول عليه معناه ان الطلاسم دي بتكمل اللي ابتداه " مع كلام الشيخ عبود ابتديت احس ان نبضات قلبي بتزيد و حسيت ان الدور عليا .. لكنه قاللي ماتخافش يا ابني .. احنا ماقدمناش غير حل واحد .. لازم نقضي على اللعنة دي .. عشانك و عشان غيرك .. لأن لو الاضاحي دي كملت هاتتحول روح عوني لشيطان .. شيطان محدش يقدر يقف قدامه .. قلت له طب ازاي؟ هنعمل ايه؟ .. زي اي عمل المفروض يتفك .. نحرقه.
قلت له ايه؟ نحرقه ازاي ؟ قاللي عادي .. نحرق الجثمان بتاعه ... هو فين دلوقت؟ .. قلت له هو في ترب السجن .. محدش رضي يستلم الجثمان بتاعه اما مات .. و الترب دي جنب السجن .. مش جوه السجن ... قاللي طب كويس احنا نقوم دلوقتي .. ما فيش وقت نضيعه .
اخدني الشيخ في عربيته و رحنا عند السجن .. و هو سايق اخد باله من حاجه كنت بعملها و انا مش واخد بالي ... فلقيته بيقولي سلامتك .. و اخدت بالي ساعتها اني كنت بهرش ... بهرش في دراعي الشمال .. و قلت للشيخ عبود ساعتها "هي دي العلامة .. نفس اللي حصل لعم صابر قبل ما يموت .. انا خلاص هاضيع .
شخط فيا الشيخ عبود و قاللي اخرس .. و ابتدا يقرا وِرد و احنا في السكة و ابتديت احس باني بهدا شوية... و وصلنا للترب .. و ابتدينا نمشي لحد التربة اللي اندفن فيها عوني .. و احنا ماشيين ابتديت احس بالهوا اياه اللي كان موجود في يوم شنق عوني و موت عم صابر.
و وصلنا للتربة .. اول ما وقفنا قدامها ابتدا الهوا يزيد بشكل غير طبيعي .. لدرجة انه بقى زي العاصفة .. و بقى يزق فينا و قربت اقع من طولي ... كسرنا القفل اللي على باب التربة .. و دخلنا ... و اول ما دخلنا طلع كمية تراب من جوه قد اللي في عربية نقل محملة تراب .. ابتدا الشيخ عوني يقرا اية الكرسي و يعيدها اكتر من مرة و بدأ الهوا الشديد يخرج من جوه التربة بشكل رهيب لدرجة انه بقى يزق الشيخ عبود و يمنعه من الدخول .. علّى الشيخ عبود صوته اكتر و بدأ يمسك بايده في باب التربه و هو بيقاوم الهوا الشديد لحد ما دخل .. كان جايب معاه جركن بنزين .. و اول ما دخل كل حاجة وقفت .. و نده عليا من جوه "حامد .. تعالى بسرعة" دخلت وراه .
ماكنتش عارف ازاي هاعرف جثة عوني .. بس ماكنتش محتاج مجهود او ادور عشان اعرفها ... كانت الجثة الوحيدة اللي سليمة .. و بقيت الجثث كلها متحلله .. يمكن عشا هو لسه مدفون قريب او بسبب الطلاسم اللي كاتبها .. الله اعلم .
اخد الشيخ عبود جركن البنزين و دلقو عالجثة .. و طول الوقت مابطلش قراية سورة ياسين و اية الكرسي .. و طلع من جيبه كبيت و ولع في الجثة .. النار مسكت في الجثة و ابتدت يطلع منها اصوات صرخات ... صرخات لناس كتير .. و بدا يخرج دخان من الجثة .. دخان احمر غامق .. نفس لون النشع اللي كان في الحيطة عند عم صابر في الحمام قبل ما يموت .. و اتكوم الدخان عشان يكون شكل .. شكل نفس الكائن اللي قتل عم صابر .. و ابتديت احس بالم في دراعي الشمال مطرح ما كنت بهرش ... النار اكلت كفن عوني و ابتدا جسمه يبان .. و رغم النار اللي ماسكة جثته الا ان كان واضح ان فيه كتابات و رسومات على جسمه .. و بدا يطلع منها نور و دخان تاني بس لونه ابيض .. فضل يطلع من جسمه لحد ما الكتابات دي اختفت .. و فجأه .. بدات التربة تتهز ... و حسيت انها هاتقع .. صرخ فيا الشيخ عبود و قال لي " اجري .. اجري يا حامد" فقت لنفسي في لحظة و طلعت اجري ... في اللحظة اللي رجلي عتبت باب التربة .. التربة وقعت .. اتهدت في لحظة و طلع منها تراب و دخان بكميات كبيرة و ريحة قذرة جدا لا تطاق .
قعدت اخد نفسي لكن كل حاجة هديت .. و قمت روحت .. و قلت الحمد لله .. انا محصليش حاجة ... و طلبت نقلي من الشغل من فرقة الاعدام .. فات على الحكاية دي اكتر من ست شهور و مافيش حاجة حصلت .. لكن النهاردة الصبح زي العادة اللي اتعودت عليها ... اقرا في صفحة الحوادث " مقتل اسرة بالكامل و السبب مجهول " قريت في تفاصيل الخبر " عثر على اسرة مكونة من خمس افراد مذبوحة و مقطعة الاوصال و لم يعلم السبب لهذه الجريمة .. و قد ذكر جيران الضحايا ان الاسرة كانت تشكو من سماع اصوات غريبة في المنزل و ترديد اسم .... عوني"
عوني؟؟... معقول ؟؟ طب ازاي؟؟؟ احنا المفروض قضينا على اللعنة ... قبل ما يكمل الاضحية السادسه ... و افتكرت ... معقول ؟؟؟ الشيخ عبود هو الاضحية اللي كانت ناقصة .. يعني عوني كمل اللي كان عاوزه .. و بقى شيطان محدش يقدر عليه .. و اكيد هايجي عشان ينتقم مني لاني حاولت اوقفه ..
تمت
_____________________________________________________
ارجوا ان تكون القصه نالت اعجابكم برجاء المشاركه وفي انتظار تعليقاتكم وانتظروا المزيد
اقرأ ايضا :
قصص رعبرعب احمد يونساحمد يونسقصص احمد يونس رعبقصص حقيقيةقصة رعبافلام رعبتحميل قصص رعبصور رعبقصص رعب قصيرةقصص رعب على القهوةرعب ع القهوةقصص رعب كلام معلمينقصص رعب احمد يونس كلام معلميندستور قصص رعبقصص جنقصة رعب
ارجوا ان تكون القصه نالت اعجابكم برجاء المشاركه وفي انتظار تعليقاتكم وانتظروا المزيد
اقرأ ايضا :
قصص رعبرعب احمد يونساحمد يونسقصص احمد يونس رعبقصص حقيقيةقصة رعبافلام رعبتحميل قصص رعبصور رعبقصص رعب قصيرةقصص رعب على القهوةرعب ع القهوةقصص رعب كلام معلمينقصص رعب احمد يونس كلام معلميندستور قصص رعبقصص جنقصة رعب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق