كانت هناك مدرسة قد نظمت رحلة إلى شاطيء يسمى (إيلاس) وهو شاطيء بعيد في مكان مهجور لا يسكنه إلا قليل من الناس وهم مبهمين و غامضين جدا لا يعرف أحدا لهم هوية
(مالك - يوسف - علي - ليلى - هنا) هم مجموعة أصدقاء في تلك المدرسة معروف عنهم أنهم منطوين على أنفسهم ، لا يسمحون لأاي أحد أن يقترب منهم و يصبح واحدا منهم
علمت تلك المجموعة بالرحلة التي نظمتها المدرسة و قرروا الذهاب إلى الشاطيء مع الرحلة المدرسية ، و خططوا أنهم سيظلوا بعيدا عن باقي طلاب المدرسة أثناء الرحلة
و في صباح يوم الرحلة تجمع الطلاب جميعا أمام مدرستهم حيث مكان بداية انطلاق الرحلة
انطلقت الرحلة و عندما وصلوا إلى الشاطيء نزل جميع الطلاب و انفصلت تلك المجموعة المنطوية عن باقي زملائهم ، بينما تجمع الطلاب ليستمعوا إلى برنامج الرحلة و تعليمات المشرفين
ثم بدأوا ينصبون الخيام على الشاطيء و يستريحوا من تعب الطريق بينما نصبت المجموعة المنطوية خيمتهم بعيدا عن باقي زملائهم و أخذوا يخططون إلى برنامجهم الخاص ، ثم لمحوا مجموعة الناس الذين يسكنون ذلك الشاطيء و كانت أطوارهم غريبة كأنهم يعيشون في هذا المكان منذ عقودا كثيرة ، و كانت تصرفاتهم غريبة ، ثم نظروا إلى تلك المجموعة المنطوية و كأنهم إنزعجوا لإقامتهم بجوار هذا المكان ثم ذهبوا و اختفوا من المكان ، ثم بدأت المجموعة المنطوية أن يجهزوا أنفسهم للسباحة ثم نزلوا إلى البحر
و بعد فترة خرجوا من الماء لتناول الطعام و يستريحوا من السباحة و عندما بدأت الشمس أن تغيب و يحل الظلام شيئا فشيئا قررت المجموعة العودة إلى زملائهم ليعودوا معهم
و هنا كانت المفاجأة التي وقعت كالصاعقة عليهم حيث وجدوا الشاطيء خاليا تماما و عاد زملائهم و تركوهم في هذا الشاطيء بمفردهم ، فذهلوا و كانت صدمة كبيرة لهم لأنهم ليس لديهم أي وسيلة للرجوع و الظلام يسود ذلك المكان المهجور المخيف و حاولوا أن يتصلوا بالمدرسة ولكن وجدوا الهواتف لا تعمل
و هنا ظهرت مجموعة الناس الغامضين مرة أخرى ثم ذهبوا إلى المجموعة المنطوية و قالوا لهم : ما الذي أتى بكم إلى هنا ؟ قالت المجموعة : أتينا في رحلة مدرسية و عادت الرحلة و غفلوا عنا
قال الغامضون : كيف غفلوا عنكم ؟ قال الأصدقاء : لقد كنا منفصلين عنهم بعيدا عن معسكر الرحلة
قال الناس : و لماذا كنتم وحدكم ؟ قال الأصدقاء : نحن دائما وحدنا ، نفعل كل شيء مع بعضنا البعض ولا نختلط بأي أحد ولا أحد يشعر بنا
قال الناس الغامضون : مثلما كنتم تفعلون كل شيء وحدكم ولا أحد يشعر بكم ، الآن ستموتون في هذا المكان ولن يشعر بكم أحد
ثم انصرفت مجموعة الناس و اختفوا من المكان تماما و كأنهم ذابوا كالملح في الماء ، فانزعجت مجموعة الأصدقاء المنطوية كثيرا من تلك الجملة الغريبة و أخذوا ينادون على الناس و لكنهم لم يأتوا مجددا
أخذ الأصدقاء ينظرون إلى بعضهم البعض و الخوف يملأ عين كل واحد منهم ، ثم سئل (يوسف) : ماذا كانوا يقصدون بكلمة ” ستموتون دون ان يشعر بكم أحد ” ؟! فصمت الجميع و جلسوا على الشاطيء ثم بكت (هنا) من شدة الخوف و جميعهم لا يصدقون ما حدث لهم
ثم ذهب (علي) ليحضر بعض الحطب من أغصان الأشجار الموجودة على الشاطيء ليشعل بها نارا حتى تعطيهم دفئا و ضوءا
ثم أشعلوا النار و جلسوا حولها يفكرون فيما قالته لهم مجموعة الناس الغامضة فقالت (ليلى) وهي تبكي : هل سوف نموت في هذا المكان فعلا؟ فرد (مالك) : لا يمكن أن نموت هنا ، لابد و أن هناك وسيلة للخروج من هذا المكان ، فقالت (هنا) : كيف لنا أن نخرج من هذا المكان و البحر أمامنا و نحن في مكان بعيد ولا يمكننا الرجوع سيرا على أقدامنا و نحن لا نعرف من الأساس أين المخرج ، فقال (علي) : سوف نقضي هذه الليلة في هذا المكان و عند شروق الشمس سوف نبدأ البحث عن وسيلة للخروج من هذا المكان
ثم أخذ كل واحدا منهم يفكر في عائلته و ما الذي سوف يفعلونه عندما يعلمون أنهم لم يعودوا مع الرحلة
ثم قال (يوسف) : أبي شديد القسوة ، أنا لا أتخيل ما الذي سوف يفعله بي عندما أعود هذا إن عدت من الأساس
ثم قال (علي) : أبي كان دئما ما يحلم أن أصبح طبيبا و لكني لا أريد ذلك فهو لم يسألني ماذا أريد أن أصبح و دائما يرى أن الصواب فيما يختاره هو لي ، و لكني لا أظنه سوف يكون سعيدا إن لم أعد إلى البيت
و في صباح اليوم التالي ذهبوا جميعا يبحثون عن مجموعة الناس الغامضة ليسألوهم كيف سوف يموتون في هذا المكان ، فظلوا يبحثوا عنهم طويلا و لكنهم لم يجدوهم فاندهشوا من اختفاء تلك المجموعة غريبة الأطوار التي تأتي فجأة و تختفي فجأة ، ثم قال (يوسف) : لا فائدة من البحث عن هؤلاء الناس فنحن لن نجدهم و كفانا تضيعا للوقت و دعونا نبحث عن مخرج من هذا المكان
فبدأوا يبحثوا عن مخرج من هذا المكان و لكن الشاطيء كان كبيرا جدا و لا يظهر له مدخل أو مخرج
ثم بدأوا يشعرون بالتعب فجلسوا يستريحون من إرهاق البحث عديم الجدوى فغلبهم النوم و لكن ظل (مالك) مستيقظا
بدأت الشمس تغيب تدريجيا فشعر (مالك) بالجوع فذهب يبحث عن أي شيء ليأكله ، فأخذ يسير (مالك) يبحث هنا و هناك عن أي مصدر للطعام ، فإذا به يجد ذئبا ضخما ينظر إليه بشراسة و كأنه وجد وجبة شهية و انقض عليه الذئب و أمسك به بفكيه فصرخ (مالك) عاليا ينادي على أصحابه لينقذوه و لكن إلتهمه الذئب سريعا قبل أن يستيقظ أصدقاؤه و يصلوا إليه
ثم استيقظ الأصدقاء على صوت استغاثة (مالك) فركضوا يبحثون عن صديقهم و ينادون عليه و عندما وصلوا إليه صعقتهم الصدمة عندما رأوه ملقا على الأرض و أحشاؤه تخرج من جسده ، فجاء إليهم الذئب مرة أخرى فصرخوا جميعا من الفزع و أسرعوا بعيدا و لم يهاجمهم الذئب لأنه لا يستطيع أن يهاجم مجموعة بمفرده
فجلس الأصدقاء يبكون على صديقهم (مالك) و تملأ قلوبهم عاصفة من الرعب من الذي يحدث لهم
و عندما جاء الليل شعروا بحركة غريبة حولهم في المكان فإذا بقطيع كبير من الذئاب يخرج عليهم فأسرعوا جميعا و أشعلوا نارا حولهم في كل مكان حتى لا تقترب منهم الذئاب ، فعندما رأى قطيع الذئاب النار ابتعدوا عن المكان
فقال (علي) : لا يمكن أن نظل بهذا المكان يجب أن نذهب بعيدا عن هنا ، و رجعت مجموعة الأصدقاء إلى المكان الذي كانوا فيه اول مرة
و في اليوم التالي قال (يوسف) : ليس لدينا سوى البحر ، فقال (علي) : ما الذي تفكر فيه؟ فقال (يوسف) : لو استطعنا أن نجمع أغصان الشجر الموجودة على الشاطيء و صنعنا منها مركبا بدائيا فيمكننا أن نحاول أن نخرج من هذا المكان عن طريق البحر ، فوافقه أصدقاؤه و بدأوا يجمعوا الأغصان الكبيرة و ربطوها سويا ببعض الادوات التي كانت معهم حتى أصبحت مركبا بدئيا من الخشب و أخذوا الخيمة و صنعوا منها شراعا للمركب و انطلقوا بالمركب في البحر
فظلوا يبحرون يبحثون عن سفينة يستغسثون بها ولكنهم لم يجدوا شيئا
وعندما جاء الليل هبت عاصفة شديدة في البحر و أصبحت الأمواج عالية و الرياح شديدة و تلك المركب البدائية لا تستطيع مقاومة هذه العاصفة الشديدة فتشبث الجميع بظهر المركب
و لكن سقطت (ليلى) في البحر فأخذت تستغيث بأصدقاؤها و حاول أصدقاؤها مساعدتها و لكن ما استطاعوا أن يساعدوها وسط تلك العاصفة و الامواج المتلاطمة العالية و ابتلعتها المياه و ذابت مع موج البحر ، ثم انقلبت المركب في البحر من شدة الرياح و علو الامواج و أصبحت عبارة عن قطع خشب متفرقة ، فتشبث (علي و يوسف و هنا) في أحد هذه الأغصان و ظلوا يصارعون الموج حتى ألقت بهم أمواج البحر إلى شط آخر يطل على غابة كبيرة
خرجوا جميعا من المياه متعبين جدا و جلسوا على الشاطيء يستريحوا من المغامرة الماضية في البحر و من الذي عانوه في اليومين الماضيين
و بعد فترة بدأوا رحلة بحث عن طعام يأكلوه حتى لا يموتون جوعا فجمعوا بعض الثمرات من الأشجار و بدأوا يتناولون الطعام و بعد فترة ذهبوا يبحثوا عن مخرج لهم من هذه الغابة
و بعد فترة كبيرة وجدوا انفسهم على حافة مرتفع كبير و أمامهم مرتفع آخر يفصل بين المرتفعين نهر كبير ، فأرادوا أن يعبروا هذا النهر ليصلوا إلى الضفة الثانية ليخرجوا من الغابة
فجمع (يوسف) بعض الحبال التي كانت على الأشجار حتى صنعوا منها حبل واحد كبير و ربطوه في أحد الأشجار و أمسكت به (هنا) حتى تلقي بنفسها إلى الضفة الاخرى بمساعدة الحبل
فألقت (هنا) بنفسها من فوق المرتفع و وصلت إلى الجهة الأخرى و نجحت خطتهم ، فرمت الحبل إلى (علي) ليفعلها هو الآخر ففعلها أيضا بنجاح ، حتى جاء الدور على (يوسف) فأمسك (يوسف) بالحبل و ألقى بنفسه و لكن سوء الحظ وافقه هذه المرة و انقطع الحبل فسقط (يوسف) في النهر ، فصرخ أصدقاؤه و أخذوا ينادون عليه و لكنه ما استطاع النجاة و مات غرقا
جلس (علي و هنا) و هم في حالة يأس تام و قد فقدوا كل امل كان لديهم في النجاة و الخروج من محنتهم
و قالت (هنا) و هي تبكي : نحن لن نخرج من هذا المكان أبدا ، و قال (علي) : فعلنا كل ما بوسعنا أن نفعله و لكن ما من فائدة
ثم واصلوا السير يحاولون يائسيت أن يجدوا مخرج لهم و فجأة خرج عليهم قطيع كبير من النمور فقال (علي) : هذا مستحيل ، نحن في منطقة أدغال و قالت (هنا) : إنها النهاية ، لقد كان الناس الغامضين على حق
فهجمت عليهم النمور و ماتوا ضحية افتراس النمور
و بعد يومين من موتهم اكتشف مشرف الرحلة أن هذه المجموعة لم تعد معه من الشاطيء فاتصل فورا بالشرطة و أرسلت الشرطة طائرة إلى الشاطيء المهجور لتبحث عنهم فلم تجدهم هناك ، فبحثوا في كل مكان بجانب هذا الشاطيء فلم يجدوهم أيضا فوجدوا مجموعة الناس الغامضة فسألوهم ه رأوا تلك المجموعة فقالت لهم مجموعة الناس الغامضة لم نرى أحداً
فعادت الطائرة و أعلنت الشرطة عن اختفاء خمسة أصدقاء أثناء رحلة مدرسية ...
يتبع
___________________________________________________
ذكر ان تقيمك لموضوعي بتعليق سواء بالايجاب او السلب هو بمثابه تشجيع لي على الاستمرار وتقدير منك للمجهود الذي ابذله ومساعده منك على نشر الموضوع وتشجيع لباقي الاعضاء على قراءه الموضوع وشكرا
اقرأ ايضا :
قصص رعبرعب احمد يونساحمد يونسقصص احمد يونس رعبقصص حقيقيةقصة رعبافلام رعبتحميل قصص رعبصور رعبقصص رعب قصيرةقصص رعب على القهوةرعب ع القهوةقصص رعب كلام معلمينقصص رعب احمد يونس كلام معلميندستور قصص رعبقصص جنقصة رعب
اقرأ ايضا :
قصص رعبرعب احمد يونساحمد يونسقصص احمد يونس رعبقصص حقيقيةقصة رعبافلام رعبتحميل قصص رعبصور رعبقصص رعب قصيرةقصص رعب على القهوةرعب ع القهوةقصص رعب كلام معلمينقصص رعب احمد يونس كلام معلميندستور قصص رعبقصص جنقصة رعب