Translate

الخميس، 23 أبريل 2015

قصص رعب كتابيه: ذهاب بلا عودة الجزء الثالث



كان أحمد مع قوة الشرطة في الطريق إلى الشاطيء و حينما وصلوا ذهب أحمد بهم إلى المكان الذي كان يقيم به هو صدقاؤه، و عندما وصلوا إلى هناك و جدوا المكان خالياً، فاندهش أحمد و قال: أين سامي و زين؟! فقال له مدير المدرسة: أين اصدقاؤك اللذان تتحدث عنهم؟! فقال له:
لقد تركتهم هنا بالضبط كنا نقيم هنا و تركتهم أنا و ذهبت إلي المدرسة لأخبركم بالحادث فقال له أمين الشرطة: هل أنت متأكد مما تقول؟! فقال له أحمد: أنا لست مجنوناً، بالتأكيد أنا واثق مما أقول، فقاطعه مدير المدرسة قائلاً: و لماذا لم تبلغونا من البداية أنكم سوف تذهبون إلى هذا المكان مرة أخرى؟ فقال أحمد: لقد كنّا خائفين أن تمنعونا، فصمت الجميع ثم قال مدير المدرسة: كان هناك اختفاء خمسة الآن أصبحوا سبعة هذا كل ما فعلتموه أنت و أصدقاؤك، فصمت أحمد مذهولاً من هذا الموقف لا يعلم أين أصدقاؤه، فقال أمين الشرطة: لا أرى سبباً لتواجدنا هنا ربما عاد أصدقاؤك و يتوقعون أنهم سيلحقون بك قبل أن تعود إلى الشاطيء مرة أخرى، فقال أحمد: هذا لا يمكن نحن لدينا سيارة واحدة التي ذهبت بها أنا إليكم فكيف يكونوا قد خرجوا من هذا المكان؟! فقال أمين الشرطة: لا أعلم و لكن الذي أعلمه جيداً أنني لدي عمل أقوم به أهم من أن استمر بالبقاء في هذا المكان، فقال له أحمد: إذا كان ابنك واحداً منّا في هذا الموقف هل كنت ستتركنا و ترحل دون أن تبذل أي مجهود، فصمت أمين الشرطة قليلاً ثم قال : حسناً كل الذي أستطيع أن أفعله هو أن استمر بهذا المكان لمدة ساعة واحدة فقط و لن أستطيع البقاء أكثر من ذلك، ثم أعطى أمراً لقواته أن تنتشر في جميع أنحاء الشاطيء و المناطق المجاورة له و يبحثون عن الغامضون و أصدقاء أحمد الذين اختفوا و ذهب مدير المدرسة مع أحمد يبحثون عن أصدقاءه وقاله له : جئنا نبحث عن غامضين وجدنا أنفسنا نبحث عن غامضين و مفقودين جدد، فقال أحمد: إنني قلق أن يكون الغامضون قد فعلوا بهما شيئاً، فقال المدير: لا نأمل ذلك

أفاق الصديقين الذين اُختطفوا من غيبوبتهم فوجدوا أنفسهم في مكان غريب، واسع جداً و ليس به أي شيء، و وجدوا الغامضين أمامهم، فقال أحد الغامضين : الآن أصبح المفقودين سبعة، و قاطعه الآخر و قال: لا تنس أنهم سيصبحون ثمانية بعد قليل

فقال سامي: من أنتم؟ ماذا فعلتم بنا؟ فقال أحد الغامضون: لا شيء، فقط أتينا بكم إلى هنا، فقال سامي: أين نحن؟ ماذا تريدون منا؟

قال أحدهم: أنتم في الجحيم الذي على الأرض، أمّا ماذا نريد منكم فنحن لا نريد منكم أي شيء، أنا الذي أريد أن أسالك أنتم ما الذي أتى بكم إلى هنا؟ فقال زين: قد أخبرناكم من قبل، فقال له أحد الغامضون: هل وجدتم أصدقائكم؟ فنظر الصديقين إلى بعضهم البعض و رد زين: نعم لقد وجدناهم أموات و مدفونين هناك

فقال الغامض: و تتوقع ماذا حدث لهم؟ ومن الذي فعل ذلك بهم؟ فقال سامي: ومن الذي يعيش بهذا المكان غيركم؟

فرد الغامض: أتقصد أننا من فعلناها؟ فرد سامي: بالتأكيد، لا أحد غيركم، فرد الغامض :أولستم خائفين أن نفعل بكم مثل الذي فعلناه بهم؟ فنظر الصديقين إلى بعضهم مرة أخرى في خوف شديد ثم قال زين: من أنتم بالضبط؟ و لماذا تفعلوا هذا بحق الجحيم؟ فقال أحد الغامضون: هذا كله أمر طبيعي في مكان مثل هذا، فأنتم على بقعة من بقاع الجحيم على الأرض، كثيرون ممن أتوا إلى هنا لم يعودوا مرة أخرى، لم نسمح لهم و لم تسمح لهم طبيعة هذا المكان بالعودة طالما أنهم خالفوا قواعده، فهناك من يغرق و هناك من يكون ضحية افتراس و هناك من يموت من الخوف مثلما حدث مع أصدقائكم، ثم صمت الجميع بينما كان يتمتم سامي بينه و بين نفسه يقول: ما هذا المكان اللعين و ما الذي سوف يحدث لنا هؤلاء الغامضون شديدوا الغرابة لا يمكن أن يكونوا من جنس البشر فأفعالهم و طريقة حديثهم مريبة جداً

ثم همس الغامضون إلى بعضهم البعض ثم همّا اثنين منهم متجهين نحو الصديقين، فقال زين: في نبرة صوت يملأها الخوف: ماذا سوف تفعلوا بنا؟ إلى أين تأخذوننا؟ فرد الغامض: إلى العالم الآخر، إلى أصدقائكم الذين جئتم إلى الجحيم بحثاً عنهم

فصرخ الصديقين بأعلى أصواتهما و حاولوا الهرب ولكن لم ينجحوا

و بينما تبحث قوات الشرطة مع أحمد و المدير عن المفقودين، وجد أحمد مبنى كبير يشبه الكهف يبدو أنه مهجور منذ ألاف السنين، فقال أحمد: لابد أنهم هناك، لقد بحثنا عنهم في كل مكان هنا و لم نجدهم لم يتبقى إلا هذا المكان، فقال المدير: إنه كهف مهجور من الذي سوف يعيش بهذا المكان؟! فأصرّ أحمد على الذهاب إلى هذا الكهف ، فقال أمين الشرطة: حسناً سوف نذهب إلى هناك ولكن هذه هي آخر فرصة إن لم نجدهم فسوف نرحل فوراً من هذا المكان

و تحركت قوات الشرطة إلى الكهف و معهم المدير و أحمد يسير معهم في ترقب ولديه إحساس غريب ما بين الخوف و القلق

إلى أن وصلوا إلى الكهف فدخلت قوات الشرطة إلى الكهف فوجوده خالياً تماماً، لا يوجد به أي شيء، لم يجدوا إلا بعض الحشرات و الثعابين تملأ أرجاء المكان و نوافذ مفتوحة و صفافير الهواء تملأ المكان فقال أمين الشرطة: إن هذا المكان يبدوا وكأن ليس له نهاية، ثم نظر إلى أحمد فوجده مذهولاً تماماً مما يرى، وترتعش يده من الخوف و يقول: أين ذهب اصدقائي

ثم قال المدير لأحمد: أين الغامضون الذين تتحدث عنهم؟! فلم يجب أحمد و ظلّ صامتاً غارقاً في ذهوله، فقال أمين الشرطة: حسناً، لقد أديت واجبي هنا وأكثر، لابد أن نعود الآن، فأنا لديّ عمل لأقوم به

فقال المدير: معك حق، لقد أتعبناك كثيراً، وقد بذلت كل جهدك هنا ولا يوجد لديك شيء آخر تفعله، وما زال أحمد صامتاً، فأخذه المدير من يده و قال له: هيا بنا لن نستمر بالبقاء هنا أكثر من ذلك

و خرجوا من الكهف جيمعاً، وبينما هم يسيرون في طريق العودة، توقف أحمد فجأة وقال لهم: لقد نسيت شيئا مهمّاً، فقال له أمين الشرطة: ما هو؟ قال أحمد: الجثث! لم أُريكم الجثث التى رأيناها هناك، تعالوا معي

فقال أمين الشرطة: مرة أخرى؟! قال أحمد: آخر مرة صدقني آخر مرة، وركض أحمد إلى المكان الذى رأي فيه الجثث المدفونة وأمر أمين الشرطة عساكره أن يحفروا في هذا المكان ليروا ما به، فأخذوا يحفرون، ثم قال أحد العساكر: لا يوجد أي شيء يافندم، فقال أحمد في نبرة غضب: ماذا تقول؟!! احفر جيداً، ثم نزل أحمد يحفر معهم بنفسه فلم يجد شيء أيضاً، وهنا كاد أحمد أن يفقد عقله من الذي يحدث، فقال أمين الشرطة: أين الجثث يا أحمد؟! فقال: كانت هنا، أقسم أنها كانت هنا، لقد رأيناها أنا وأصدقائي، فقال أمين الشرطة: وأين هم أصدقائك اصلاً؟ فصمت أحمد و لم يستطع الرد و لا يستطيع عقله أن يستوعب الذي يحدث، فقال أمين الشرطة للمدير: لحظة من فضلك، فذهب المدير لأمين الشرطة بعيداً قليلاً فقال له أمين الشرطة: هل هذا الطالب طبيعي؟ هل يعاني من شيء ما؟ فقال له المدير: لا أدري إنه كان طبيعياً جداً، أنا أعرفه و أتابعه في المدرسة و لكن لا أدري ما الذي حدث له، ربما حادثة أصدقاءه الذين اختفوا تؤثر عليه بعض الشيء

ثم ذهب المدير لأحمد و قال له: صدقني يا بني لا فائدة من كل هذا، هيا بنا نعود، ربما عاد أصدقاؤك وتوقعوا أن يقابلونك هناك قبل أن تأتي إلى هنا مرة أخرى، فلم يجد أحمد شيئاً آخر يقوله لهم ولا حجة قوية يمكنه بها أن يطلب منهم البقاء بهذا المكان، فنهض وسار معهم وهو يتمتم: أنا لست مجنوناً ، أنا لست مجنوناً

و بينما هو يسير معهم نظر وراءه ليلقي نظرة أخيرة على هذا المكان اللعين، ثم نظر إلى الكهف فوجد مجموعة الغامضين يقفون أمام الكهف ينظرون إليه نظرة استهزاء ويدخلون إلى الكهف وهم يضحكون، فترك أحمد قوات الشرطة والمدير وركض بكل قوته تجاه الكهف، ثم دخل فوجد الكهف مثلما رآه أول مرة خالياً تماماً، لا يوجد أي أحد هناك والحشرات والثعابين كما هي،

فامتلأ قلبه بالخوف الشديد و صرخ قائلاً: ما الذي يحدث؟! ما الذي يحدث؟! وأخذ ينظر حوله فوجد ورقة على الأرض تحت قدميه فأمسك بها و فتحها، فوجد مكتوباً عليها بالدم: من يأتي إلى هذا المكان لا يعود أبداً، فشعر أحمد بدوار شديد ورأى كل شيء يهتز من حوله فأغمى عليه

كان قد ركض أمين الشرطة والمدير وراء أحمد و دخلا إلى الكهف، فوجدا أحمد مغشياً عليه، فحمله أمين الشرطة وخرج من الكهف ووضعه في السيارة وأمر بنقله إلى مستشفى أمراض نفسية و عصبية
تمت
___________________________________________________

ذكر ان تقيمك لموضوعي  بتعليق سواء بالايجاب او السلب هو بمثابه تشجيع لي على الاستمرار وتقدير منك للمجهود الذي ابذله ومساعده منك على نشر الموضوع وتشجيع لباقي الاعضاء على قراءه الموضوع وشكرا

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...